Page 124 - web
P. 124
مقالات وآراء
التدريب المروري المتخصص
باستخدام الواقع الافتراضي والذكاء
الاصطناعي
ما زالت الحوادث المرورية وما ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية الخبير المروري أ .فتحي حسين الخطيب
معضلًًة تؤقر دول العالم ،وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية حول
الإصابات الناتجة عن حوادث المرور بأنها السبب الأول لوفاة الأشخاص مركز السلامة المرورية على الطرق
البالغين من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين ( 29-15سنة) ،كما يلقى جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
نحو 1.3مليون شخص سنويًًا حتفهم على الطرق ،ويشّّكل مستخدمو
الطرق غير المحميين ،أي المشاة وراكبو الرداجات الهوائية والنارية ،ما 124
نسبته %50من الدعد الكلي للوفيات.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه تشهد البلدان منخفضة
ومتوسطة الدخل ما نسبته %90من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور
في العالم ،على الرغم من أن عدد المركبات فيها تشّّكل نحو %45من
عدد المركبات الموجودة في العالم ،وتتكبد معظم البلدان ما نسبته
%3من ناتجها المحلي الإجمالي كتكلفة مباشرة للحوادث المرورية ،وإزاء
هذه التقارير المفزعة ،فقد تنّّبهت معظم بلدان العالم إلى أنه لا بد من
اتخاذها للإجراءات اللازمة والكفيلة لمواجهة هذا النزف البشري والمادي
المستمرين ،وأحد هذه الإجراءات المهمة ،هو الترديب والتأهيل المروري
المتخصص للعاملين في إنفاذ القانون المروري.
ويعّ ّد الترديب المتخصص لرجال المرور أمرًًا حيوًًّيا لضمان قتردهم على
أداء مهامهم بكفاءة وفاعلية ،ولتطوير المهارات التي يحتاجون إليها؛
للحفاظ على السلامة على الطرق وحماية المواطنين ،واستثمارًًا مهً ًّما
في السلامة المرورية ،من خلاله ،يمكننا الاطمئنان إلى أن رجال المرور
قد نالوا الترديب والتأهيل واكتسبوا المهارات التي يحتاجون إليها لحماية
المجتمع.
وكما في جميع الأجهزة الأمنية في العالم التي تتخذ من «حماية
الأرواح والممتلكات» إحدى ركائزها الرئيسة ،فإن مهمة رجال المرور
ليست بالسهولة التي قد يعتقدها البعض ،فهي تتطلب كثيرًًا من الترديب
واكتساب المهارات المتخصصة ،لسعيهم المتواصل لتحقيق السلامة
المرورية للجميع من خلال تطبيق القانون ،واللوائح المرورية ،وتنظيم